برشلونة يواصل انتصاراته بلا هوادة ، وأصبح مؤهلاً لضرب أرقامه القياسية في الليجا الإسباني، وهو لم يخسر سوى نقطتين بالتعادل مباراة واحدة في 12 جولةدون هزيمة واحدة .. والفريق يواصل تألقه الميداني رغم تغيير مديره الفني بقدوم مارتينو " تاتا" ، وتغيير البارسا أسلوبه الشهير" التيكي تاكي" أو بالأحرى التنويع بينه وبين الأساليب الهجومية الأخرى ! فماذا يضير في ذلك إذا تعطلت ماكينة أهداف الساحر ميسي لبعض الوقت ، فهل غيابه عن التهديف أربع مباريات جريمة أو أن مستواه تراجع وإنهار، وأن نجوميته بدأت في الأفول ؟!
■■ لا أظن ذلك .. ولا أميل لما ذهب إليه أغلب المحللين عقب مباراة الكلاسيكو أو مباراة اسبانيول اللتين فاز فيهما الفريق البرشلوني وسجل نيمار أو صنع فرصة تهديف دون أن يقوم ميسي بذلك !.. فالنجم الأرجنتيني الذي تعرض لأبشع أنواع الإستغلال التكتيكي من جوارديولا وخلفه فيلانوفا ، وكانت الخطط كلها مبنية عليه ، وحمل فريقه فوق كتفيه لأربع أو خمس سنوات ، آن الأوان أن يقاسمه الآخرون في هذا الحمل والعبء الكبير ، ووجود نيمار وبدء دخوله في مرحلة التأقلم والتألق ، يحقق ذلك ، كما أن الأسلوب الجديد للمدير الفني الجديد "تاتا" في التنويع بين التيكي تاكا والكرة اللاتينية والاوروبية ، يلائم اليكسس سانشيز وقد يلائم فابريجاس أيضا ، وهنا بدأ سانشيز يدخل في أفضل حالاته في السنوات الأخيرة لأنه أقرب – بسرعته وأسلوبه الإندفاعي – للأسلوب الإنجليزي – "كيك أند رش" ، أي إضرب الكرة وإجري ورائها مندفعاً ، ولهذا شاهدنا سانشيز يتألق ويسجل في كل مباراة ، ويجد مهمته في الهجوم والتهديف أسهل بكثير في ظل وجود نجمين كبيرين بحجم ميسي ونيمار يخطفان أنظار وإهتمام المدافعين، فيصبح سانشيز بلا مراقبة ويستغل الفرص في التهديف بسهولة .
■■ وإذا كان نيمار قد بدأ يشعر بالثقة والتألق والنجومية ، فهل يأتي ذلك على حساب ميسي أو بالخصم من نجوميته ، كما فعل ذلك ميسي نفسه ، حينما خطف الأضواء من رونالدينيو الذي كان وقتها أحسن لاعب في العالم ؟.. لا أعتقد أن هذا سيحدث ، لأن ميسي لا زال صغيرا وفي حالة من الإنضباط والحيوية والتحفز للمزيد من الإنجازات ، وأعتقد أن الشكل الجديد للأداء وإجبار ميسي على اللعب جناحاً ، يقلل من خطورته وقيمته كهداف وصانع لعب كبير ومربك لدفاعات المنافسين ، وأعتقد أنه في ضوء ما حدث في الأسابيع السابقة وما إتضح من أنه لا يجد نفسه في المركز الجديد ، فإن مناقشته المدرب تاتا وإقناعه، بعودته لمركزه السابق كرأس حربة متأخر، هي الحل الوحيد لعودة بريق ميسي ووهجه وإشتعاله التهديفي ، وحتى لو أصر تاتا على اللعب بميسي ونيمار كجناحين وسانشيز رأس حربة ، فإن الأمر قد يستغرق بعض الوقت ، ليعتاد ميسي على مركزه الجديد والذي كان قد بدأ به مع المدرب الهولندي رايكارد عام 2006 .. وفي كل الأحوال أعتقد أن ميسي سيعود وربما قريباً جداً !
0 التعليقات:
إرسال تعليق